ملفات ساخنة

ورقة طريف – وهاب.. شماعة الاشتراكي الانتخابية

خاص أحوال ميديا

مع قرب الإستحقاق الإنتخابي يبدو ان بعض الجهات السياسية على الساحة الدرزية وتحديدا الحزب التقدمي الاشتراكي بدأ يتحضر لدخول المعركة بشكل رسمي لكنه يواجه في هذا الاستحقاق معضلة البحث عن شعار او عنوان يشد عصب قاعدته الشعبية كي يخوض الانتخابات على أساسه، خصوصا وان هذه الانتخابات سبقها الكثير من المتغيرات السياسية وفي مقدمها سقوط النظام في سوريا، والذي كان تشكل ذريعة سياسية يوظفها الاشتراكي قبل الاستحقاق لكسب تأييد الشارع من خلال استحضار اغتيال المعلم كمال جنبلاط تارة واتهام النظام في سوريا بالوقوف خلف هذه العملية، والايحاء بأن النائب وليد جنبلاط مهدد من قبل النظام نفسه.
لكن المعضلة الاشتراكية في الانتخابات المقبلة غياب شماعة النظام السوري من جهة اولى والتغير في المزاج الشعبي الدرزي بعد المجازر التي ارتكبتها المجموعات التابعة لاحمد الشرع بحق أبناء طائفة الموحدين الدروز في السويداء حيث كانت مواقف جنبلاط وفريقه السياسي خجولة ولا تلبي طموحات أبناء السويداء وتضحياتهم حيث قدموا اكثر من أربعة الاف شهيد وجريح عدا عن المختطفات الدرزيات، ولعل المأخذ الأكبر على جنبلاط من قبل دروز السويداء انه لم يقم بزيارة محافظتهم بعد سقوط نظام الأسد، بل اكتفى بزيارة باهتة الى احمد الشرع الذي قامت المجموعات التابعة له بارتكاب مجازر صحنايا وجرمانا قبل ان تذهب الى السويداء وترتكب الإبادة الجماعية بحق الدروز.
ويبدو واضحا ان الاشتراكي يحاول استخدام ورقة الشيخ موفق طريف الذي كانت مواقفه داعمة لأبناء السويداء قولا وفعلا في سياق شد العصب الانتخابي من جهة للايحاء بأن الشيخ طريف يريد أخذ الدروز الى الضفة الاسرائيلية واخراجهم من محيطهم العروبي، بالمقابل هناك رأي عام في الشارع الدرزي يستعيد مشهد ثمانينات القرن الماضي، حيث كان جنبلاط باعتباره يدافع عن الدروز آنذاك يتلقى الدعم من الشيخ أمين طريف جد الشيخ موفق طريف، وبالتالي لماذا يشيطن الاشتراكي الشيخ موفق طريف اليوم، بينما كان جده الشيخ أمين طريف يدعم زعيم الاشتراكي في الحرب اللبنانية.

والى جانب التغيير الحاصل في المزاج الشعبي الدرزي فإن علاقة جنبلاط الجيدة مع حزب الله ستفقده أيضا ورقة انتخابية أخرى هذه المرة، ففي الاستحقاق الانتخابي الأخير قبل 4 سنوات كان شعار الاشتراكي كسر الحصار المفروض على المختارة من قبل حارة حريك والشيعة، ولكن ما هي الا أيام قليلة حتى شارك نواب الحزب الاشتراكي المنتخبين في تسمية نبيه بري رئيسا للمجلس النيابي وبالتالي زال الخطر الذي كان يتهدد المختارة قبل الانتخابات فور صدور النتائج وفوز مرشحين الاشتراكي وبعضهم للمفارقة وصل بأصوات من الثنائي الشيعي لا سيما في بيروت الثانية حيث صبّت نسبة من أصوات حزب الله وحركة امل لصالح المرشح الاشتراكي النائب فيصل الصايغ.
ويبدو واضحا القلق الاشتراكي من الحيثية الشعبية الدرزية التي باتت تؤيد الوزير السابق وئام وهاب والذي كانت مواقفه جريئة جدا على مستوى الحدث في السويداء وكانت إطلالاته عبر الشاشات ولا تزال بمثابة جبهة إعلامية توازي بأهميتها جبهة الميدان، ولعل هذا ما يفسر الكلام الذي صدر من أمين السر العام في الحزب الاشتراكي ظافر ناصر قبل ايام، حيث أشار الى الوزير وهاب من باب الحديث عن الفريق المؤيد للشيخ موفق طريف داخل البيئة الدرزية ومحاولة تصوير الوزير وهاب في موقع المؤيد للخيار الاسرائيلي في السويداء، كمحاولة للتغطية على الموقف الخجول للاشتراكي تجاه أهالي السويداء حيث خرج جنبلاط ليطالب أهل السويداء بالإعتذار من “البدو” الذين وصفهم بأهله بينما لم يكلف نفسه تقديم العزاء بالشهداء الذي ارتقوا في السويداء، بل كانت مواقف الاشتراكي تصب في خانة معارضة توجهات الشيخ حكمت الهجري بل تحميله مسؤولية المجازر التي حصلت بحق أبناء السويداء، في محاولة مكشوفة لكسب تأييد الشارع السني، ولو كان ذلك على حساب دماء وأرواح أهالي السويداء.

إذا يبدو موقف الاشتراكي واضحا منذ الآن في السعي الى استخدام ورقة طريف – وهاب في الانتخابات بهدف الظهور في الموقع العروبي والقومي، لكن الحقيقة تجافي الواقع
وبينما يحاول الاشتراكي ايجاد عدو مفترض قبيل الانتخابات حيث لجأ إلى استخدام ورقة الشيخ طريف والوزير وهاب، في محاولة لشد العصب الانتخابي، لكن هذه الاستراتيجية تكشف عن تناقض صارخ، فبينما كان الجد الشيخ أمين طريف داعماً للزعيم الراحل كمال جنبلاط ونجله وليد من بعده، أصبح الحفيد الشيخ موفق طريف ومعه الوزير وهاب هدفان يتم التصويب عليهما اشتراكيا وكأنهما مصدر “الخطر” على المجتمع الدرزي، بينما القاصي والداني يدرك حجم الدور الذي لعبه كلاهما من أجل حفظ كرامة أبناء طائفة الموحدين الدروز في السويداء وجرمانا وصحنايا انطلاقا من قاعدة حفظ الإخوان.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى